كشفت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم الخميس 17 / 12، خارطة الحدود المستقبلية التي عرضها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتقترح خارطة اولمرت ان تضم الدولة الفلسطينية المستقبلية اجزاء من غور بيسان وجبال القدس وصحراء الضفه الغربية ومناطق اخرى في جنوب اسرائيل في منطقة يطلق عليها اسرائيليا اسم "لاخيش".
واضافت الصحيفة بأن اولمرت اقترح نقل اراضي الكيبوتسات والقرى الزراعية القريبة من قطاع غزة الى ايدي الفلسطينيين، بحيث يمر خط الحدود مع قطاع غزة بالقرب من كيبوتسات باري وكيسوفيم ونير عوز التي ستنقل حقولها واراضيها الزراعية للسيطرة الفلسطينية، اضافة الى اجزاء كبيرة من المحميات الطبيعية في صحراء الضفه الغربية، ومناطق تقع في غور بيسان بالقرب من كيبوتس طيرات يتير ومناطق اخرى في جبال القدس بالقرب من مستوطنات "نتف وموفو بيتار" ما يعني بلغة الارقام 327 كم مربع من الجانب الاسرائيلي للخط الاخضر، وذلك مقابل موافقتهم على ضم اسرائيل الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفه الغربية.
وعرض اولمرت وفقا للصحيفة خارطة الحدود المستقبلية المذكورة على الرئيس الفلسطيني خلال شهر سيبتمبر 2008 لكنه لم يتلقى ردا من الرئيس عباس وتوقفت المفاوضات عند هذه النقطة الامر الذي اكده الرئيس عباس في مقابلة له مع صحيفة هآرتس حين قال بان اولمرت عرض عليه العديد من الخرائط.
ورغب اولمرت بضم 6.3% من ارضي الضفة الغربية الى اسرائيل والتي تضم 75% من مجموع المستوطنين في الضفة مقابل اخلاء 10 مستوطنات في منطقة الاغوار وجبال الخليل مقابل ضم مستوطنة معالية ادوميم ومجمع عتصيون الاستيطاني ومستوطنة ارئيل وبيت اريه ومستوطنات محيط القدس عاضا مقابل ذلك تعويض الفلسطينيين بمساحة تعادل 5.8% من مساحة الضفة الغربية ومنحهم ممرا امنا يربط بين الخليل وغزة على ان يبقى تحت السيادة الاسرائيلية دون ان يكون فيه تواجدا اسرائيليا.
ولتحقيق هذه الغاية، كلف الجنرال داني تريز وهو مخطط مسار جدار الفصل برسم خارطة الحل النهائي لعرضها على الرئيس عباس علما ان خطة الضم التي اقترحها اولمرت تسير تقريبا بمحاذاة جدار الفصل القائم حاليا.
ورفض اولمرت في خطته لتبادل الاراضي منح الفلسطينيين مناطق التلال الواقعة في الجنوب ضمن المنطقة المعروفة اسرائيليا باسم "لاخيش" مفضلا اقامة مستوطنات جديدة عليها لايواء من تم اخلائهم من مستوطنات قطاع غزة فيما فضل منح الفلسطينيين جنوبا مناطق زراعية بدلا عن منطقة رمال "حالوتساه" الواقعة في النقب الغربي بالقرب من حدود غزة.
وتقضي خطة اولمرت المقترحة عند تنفيذها اخلاء عشرات الاف المستوطنين وتفكيك مستوطنات ذات بعد رمزي لحركة الاستيطان في الضفة الغربية مثل مستوطنة عوفرا وبين ايل والون موريه وكريات اربع والبؤرة الاستيطانية المقامة في قلب مدينة الخليل.
وتوصل اولمرت الى تفاهم شفهي مع ادارة الرئيس بوش يقضي بمنح اسرائيل مساعدات امريكية لتطوير منطقة النقب والجليل لتستطيع استيعاب جزء من المستوطنين الذين سيتم اخلائهم فيما سيتم استيعاب الاخرين في شقق سكنية تقع ضمن الكتل الاستيطانية المنوي ضمها لاسرائيل.
وجاء من مكتب اولمرت ردا على ما ورد في تقرير هآرتس بأن رئيس الوزراء السابق اقترح يوم 16/9/ 2008 على ابو مازن خارطة اعتدت على اساس عشرات المحادثات التي جرت بينهما ضمن مسلسل المفاوضات المكثفه الذي اعقب مؤتمر انابوليس.
الخارطة التي عرضت هدفت الى حل قضية الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبيلة مشددا على ان تسليم الخارطة للجانب الفلسطيني كان مشروطا بتوقيع اتفاق نهائي وشامل مع الفلسطينيين وذلك حتى لا تشكل نقطة انطلاق لمفاوضات مستقبلية قد يطالب الفلسطينيين باجرائها وحين رفض ابو مازن التوقيع على مثل هذا الاتفاق رفضنا تسليمه الخارطة.
واضاف مكتب اولمرت في معرض رده على هآرتس :" من البديهي ولاعتبارات قومية لا نستطيع التطرق لتفاصيل تلك الخارطة او تفاصيل الاقتراح ومع ذلك نشدد على غياب بعض الدقة عن التفاصيل التي وردت في الصحيفة والتي لا تتفق مع الخارطة التي عرضت في نهاية الامر".
ويقترح اولمرت خلال محادثاته مع نتنياهو وغيره من الساسة الاجانب بأن تشكل خارطته اساسا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين داعيا المجتمع الدولي الى طلب اجابة واضحة من الرئيس عباس على ما اقترحه ومن ثم الانطلاق نحو المفاوضات علما بان اولمرت لم يعرض الخارطة المفصلة على رئيس الوزراء الحالي نتنياهو.