مع قدوم الشهر الفضيل.. القدس تكتسي حلة جديدة تؤكد هويتها الفلسطينية
كاتب الموضوع
رسالة
khanyounis
المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 19/07/2009 العمر : 42
موضوع: مع قدوم الشهر الفضيل.. القدس تكتسي حلة جديدة تؤكد هويتها الفلسطينية الأحد أغسطس 23, 2009 3:50 am
بلهفة وشوق كبيرين، ينتظر المواطنون في مدينة القدس المحتلة، في كل عام، شهر رمضان الكريم لينتهزوا الفرصة للتأكيد من جديد على هوية المدينة ومقدساتها رغم كل محاولات التهويد والأسرلة التي تسارعت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
فمع حلول الشهر الفضيل من كل عام، تنفض المدينة وأسواقها عن نفسها ثوب العزلة والحزن، من خلال توافد آلاف المواطنين من مدن وبلدات وتجمعات الداخل الفلسطيني، وبلدات وأحياء وضواحي القدس المحتلة، إلى وسط المدينة وبلدتها العتيقة وأسواقها التاريخية خلال توجههم لأداء الصلوات والشعائر الدينية في رحاب المسجد الأقصى الطاهرة.
ويحاول تجار القدس استثمار أيام الشهر الكريم من خلال عرض المزيد من السلع والمنتجات، وخاصة المشهورة مقدسياً.
وشرع العديد من أصحاب المطاعم والحلويات، إلى تخصيص محالهم لبيع حلوى القطايف المقدسية، والكعك المقدسي، والمُرطبات والعصائر المشهورة في القدس وخاصة عصائر الخرّوب والسّوس والّلوز، وعرض أصناف متعددة من الحلويات إلى جانب التمور بأنواعها المختلفة.
وأنهى أهالي المدينة وتجارها، ولجان الأحياء خلال الأيام الماضية، استعداداتهم لاستقبال الشهر الفضيل على طريقتهم الخاصة، وزينوا بوابات البلدة القديمة، وخاصة بوابات العامود والساهرة والأسباط، بالإضافة إلى أحياء البلدة القديمة وحاراتها وأزقتها المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك. وتدلت أحبال الزينة الملونة والاضاءات المتنوعة وفوانيس رمضان في شوارع وأزقة البلدة القديمة وفي شوارع صلاح الدين والسلطان سليمان والساهرة والرشيد.
كما أنهت المؤسسات والجمعيات المقدسية ومن أراضي العام 48 استعداداتها لتنظيم الافطارات الجماعية المجانية في باحات الأقصى المبارك، وتقديم آلاف الوجبات للصائمين، فضلاً عن إعلان مؤسسة البيارق عن تسيير مئات الحافلات لنقل المُصلين الصائمين من مختلف اراضي 48 إلى المسجد الأقصى يومياً.
وقالت الأوقاف الإسلامية، التي تشرف على إدارة المسجد الأقصى، إنها أكملت استعداداتها لاستقبال الشهر الفضيل، واستقبال آلاف المُصلين في رحاب الأقصى، وأنها أنهت اتصالاتها وتنسيقها مع مختلف المؤسسات المقدسية، لا سيما مع المجموعات الكشفية للاستعانة بعناصرها لتنظيم المُصلين وإرشادهم والحفاظ على النظام العام، بالإضافة إلى إعلان حالة الاستعداد القصوى في صفوف حُرّاس وأذنة وسدنة وموظفي المسجد الأقصى، وتخصيص دروس علمٍ للعديد من العلماء طيلة أيام الشهر الفضيل.
وأعلنت دائرة الأوقاف عن تخصيص مسجد قبة الصخرة وساحة صحنه للنساء، في ما تم تخصيص سائر المُصليات واللواوين والساحات والأروقة للمُصلين، وستقوم لجان النظام بعملية الإرشاد للوافدين.
وتحاول سلطات الاحتلال كعادتها، وعبر ممارساتها وسياساتها العنصرية، الإيحاء بوجودها وسيطرتها على المدينة،من خلال التضييق على وصول المُصلين، كما تحاول التحرش بالتجار وملاحقتهم بأساليب متعدّدة.
وفي هذا الإطار داهمت أطقم بلدية الاحتلال برفقة عناصر من شرطة وحرس حدود الاحتلال اليوم، عشرات المحال التجارية في أسواق القدس القديمة وطلبت من أصحابها عدم عرض سلعهم وبضائعهم أمام محالهم، وقامت بتحرير العديد من المخالفات والغرامات المالية بحقهم.
وبالرغم من إجراءات الاحتلال إلا أن المشهد الإسلامي العربي الفلسطيني، يطغى على كل جزئيات الحياة في المدينة وبلدتها القديمة وأسواقها التاريخية وأحيائها وأزقتها وحواريها، وتزهو المدينة وتزدهر مرافقها.
كما يعيش المسجد الأقصى في هذا الشهر الفضيل أزهى أيامه، ويحتضن أبنائه على مدار أيام الشهر وتمتلئ باحاته وساحاته ومُصلياته وأروقته ولواوينه بالمُصلين الذين يحرصون على كسب المزيد من أجر التعبّد والمرابطة في رحاب المسجد المبارك.
مع قدوم الشهر الفضيل.. القدس تكتسي حلة جديدة تؤكد هويتها الفلسطينية