السؤال: هل وضع الصائم لبوساً أو ما يسميه الأطباء بالتحاميل يفطره؟
** يجيب عن هذا السؤال الدكتور فتحي عثمان الفقي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول:
الصوم عبادة فرضها الله تعالي علي المكلفين من المسلمين في شهر رمضان من كل عام وثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والإجماع. وهو معلوم للكافة.
ويجب علي كل مسلم أن يكون علي بينة تامة بما يصلح ويصحح عبادته أو يفسدها كي يحافظ علي ما يصلح العبادة ويجتنب ما يفسدها أما عن الحكم فيما ورد في السؤال أن الصوم ثبت بدليل فلا يحكم لزواله وانتقاصه لا بحجة واضحة تكون في معني المنصوص عليه وبمراعاة ما ذكره الأطباء من تكييف مبني علي التشريح وعلم وظائف الأعضاء نري أن التحاميل أو اللبوس معالجات تدخل عن طريق الشرج 'القناة الشرجية' وهي الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة التي لا يتم فيها هضم الطعام وإنما تمتص الماء لتتركز بقايا الطعام وتخرج علي هيئة براز.
وما يوضع فيها من اللبوس لا تمتصه الأمعاء وإنما يمتص بواسطة الشعيرات الدموية. ومن ثم يصل أثره إلي بقية الجسم.. إذن فأثر التحاميل أو اللبوس يقتصر علي المداواة ولا يأخذ طبيعة التأخير الغذائي بوجه من الوجوه والجانب الأساسي في علة التفطير هو الغذاء الذي يحصل به التأخير علي حكمة الصوم. وأن المداواة لا تأخذ الحكم نفسه إلا إذا أجري امتصاصها علي هيئة الغذاء.
وبناء عليه فلا يفسد الصوم باستعمال اللبوس عن طريق فتحة الشرج وهذا هو رأي أغلب الفقهاء المعاصرين وهو ما نرجحه.
والله أعلم