الساحة الثقافية والفنية الفلسطينية تشهد جدالا واسعا حول المسلسل الفلسطيني الكوميدي " وطن على وتر"

المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 16/07/2009

فلسطين - وكالات-
تشهد الساحة الثقافية والفنية الفلسطينية هذه الأيام جدالا واسعا حول المسلسل الفلسطيني الكوميدي " وطن على وتر" الذي تنتجه شركة "ايديومز فيلم" وتبثه فضائية فلسطين "الرسمية". ويعود سبب الجدال الذي تجاوز الساحة الثقافية ليصل إلى داخل البيوت وصار حديث الصالونات والكواليس، لبعض الإيحاءات "الجنسية" التي لم يتعود عليها المشاهد الفلسطيني من شاشته الرسمية، إلى جانب بعض المواقف السياسية الجريئة.

"ايلاف" التقت كاتب النص والممثل عماد فراجين في مكتبه بمدينة رام الله، وطرحت عليه بعض ما يقال عن المسلسل، فقال بأنه شعر بسعادة غامرة بعد هذه الضجة التي دلت بأن المسلسل أعطى مفعوله داخل المجتمع الفلسطيني، وأوضح بأن فكرة المسلسل من الأصل كانت محصورة داخل المسرح، من خلال عمل مسرحي "ستاند أب كوميدي" يحمل اسم "غزة رام الله"، وبعد عرض فكرة المسلسل على إدارة فضائية فلسطين وخاصة المشرف العام على وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية ياسر عبد ربه، تم الموافقة عليها.

ضوء أخضر من المستوى الرسمي

وأعرب عن فرحته وفرحة زملائه من طاقم المسلسل (المخرج رائد الحلو ومسؤول الإنتاج جبر فؤاد والممثلة منال عوض والممثل خالد المصو)، لهذه الموافقة التي تدل على أن المستوى الفلسطيني السياسي يسير بالاتجاه الصحيح للرقي بالدراما الفلسطينية، كما لم يخفي دهشته من موافقة المستوى السياسي على السماح بمثل هذا الأسلوب الفني في تناول قضايا المجتمع الفلسطيني من كافة النواحي. وقال بأن ما زاد من فرحته ان عدد مشاهدي العمل على شاشة الفضائية الفلسطينية سيكون أكبر من رواد المسرح.
وحول الهدف من وجود ما يصفه البعض بـ"ايحاءات جنسية"، قال فراجين لـ"ايلاف" بأن ما تناوله العمل يتناقله المواطن الفلسطيني في الشارع، مضيفا بأن "الستاند كوميدي" الذي تعتمده أسرة المسلسل يقوم على الجنس والدين والسياسة، وهذا معمول به في كل أنحاء الدنيا لطرح ومناقشة مختلف القضايا بأسلوب كوميدي ساخر، وتساءل قائلا: "لماذا تحرم الدراما الفلسطينية من حقها باستخدام هذا الأسلوب؟ وأضاف: "ورغم ذلك، فإننا حريصين كل الحرص على عدم خدش الحياء العام ونأخذ بالحسبان أننا عرب ومسلمون ولا نسمح بأن نتجاوز الحدود".

ويؤكد بأنه لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني ويرفض أن يكون تابعا لأي فصيل أو حزب سياسي، موضحا سبب ذلك بأن الفنان يجب أن يكون مرآة لشعبه بكافة شرائحه وتوجهاته، مضيفا بأنه ومن منطلق ذلك فإن حرص على أن يتضمن المسلسل العديد من القضايا التي تسلط الضوء على بعض القضايا الحساسة وبضمنها حلقات كاملة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس ومؤتمر حركة فتح السادس وجدار الفصل العنصري واللاجئين والقدس وإمارة الدكتور عبد اللطيف موسى الذي قتل مؤخرا على أيدي قوات الأمن التابعة لحكومة حماس "المقالة" في قطاع غزة.

متى تكون أول "قبلة" على شاشة فلسطين ؟!..

وفي معرض إجابته على سؤال لـ"ايلاف" حول إمكانية أن يكون في المستقبل وجود ممثلة فلسطينية تقوم بتقبيل زميلها في عمل فني معين، لم يستبعد فراجين ذلك، موضحا بأن ذلك يجسد الحالة الإنسانية على طبيعتها ويعزز من تأثير المشهد على المشاهد، مؤكدا بأن يتوقع وجود مثل هذه المشاهد في المستقبل القريب.

ويعرب فراجين عن اعتقاده بأن الساحة الفنية الفلسطينية الآن تعيش بمرحلة وصفها بـ"مشروع فني ثقافي"، داعيا إلى ترسيخ هذا الفهم حتى تشق الحركة الفنية طريقها نحو العالمية، وقال بأنه كان قد تقدم إلى إحدى المؤسسات السويسرية لتمويل عمل فني مشابه إلا أنه فوجئ بالسويسريين يرفضون العمل بحجة أنه يتعرض لقضايا حساسة، مؤكدا بأنه أبلغهم استغرابه من رفضهم بينما يدعون أنهم حريصون على ترسيخ الديمقراطية.
وفيما يتعلق بتخوفات البعض من تناول المسلسل لبعض القضايا الحساسة، قال بأن ذلك نابع من ثقافة المخابرات العربية التي التبست الكثير من أبناء الأمة العربية وبضمنها الشعب الفلسطيني، مثمنا في الوقت نفسه مبادرة المستوى السياسي الفلسطيني لإيجاد مساحة كبيرة من الديمقراطية في العمل الفني.

مخرج المسلسل .. لا نتطاول على دين أو أخلاق

ويوضح مخرج المسلسل رائد الحلو بأنه وزملائه بحثوا عن طريقة ناجعة للنقد الايجابي حتى يصلوا إلى التغيير الايجابي، موضحا بأن "الكل" الفلسطيني يعيش في أزمة وفي مقدمتهم الشباب والمناضلين والسياسيين، موضحا بأنه وزملائه وجدوا في أسلوب "الستاند أب كوميدي" وبحلته الفلسطينية المميزة بجرأتها الأسلوب الأمثل لتقديم قضايا المجتمع على شاشة فلسطين. ورفض المخرج اتهامات البعض بوجود "إيحاءات جنسية"، وقال بأن بعض العبارات التي وردت في بعض المشاهد يتحدث بها الجميع في الشارع سواء من جانب الرجال أو النساء وعلى الملأ، فأين العيب في الحديث عن "الفياغرا" ما دام الجميع يتحدث عنها جهارا نهارا، وأين العيب في مداعبة الزوج لزوجته ببعض العبارات اللطيفة؟ يتساءل الحلو.

ويضيف بأن القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها شهدت ولا تزال تشهد بعض الهفوات السياسية، فكان لابد من تناولها بأسلوب مناسب حتى يشعر السياسيين وقادة الرأي بأن هناك من يرصد حركاتهم وهفواتهم وأخذ الدروس والعبر من الأخطاء على مختلف مستوياتها وأنواعها، مؤكدا بأن طاقم العمل يعتبر نفسه مرآة لشعبهم وقضيتهم ومن أجل ذلك حرصوا على العمل ضمن هذه الرؤية.

طاقم العمل مرآة لشعبهم

مسؤول الإنتاج جبر فؤاد يقول لـ"ايلاف" بأن طاقم العمل وجد كل الدعم من الجهات التي مولت العمل، مضيفا بأن الأهم في كل الموضوع هو موافقة المشرف العام على وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية ياسر عبد ربه على السماح بكل هذه المساحة، وقال بأن بداية الفكرة التي اعتبرها بأنها الأولى من نوعها على شاشة فلسطين، هي ضرورة وجود دراما ساخرة تحقق أهدافها في ترسيخ ديمقراطية بناءة.

ويؤكد بأن طاقم العمل لا يتعمد تقديم لقطات "إباحية" لكن بعض المتابعين أو المشاهدين لأنهم لم يتعودوا على بعض "العبارات" على شاشتهم الرسمية، فإننا نجدهم يرفضون ذلك دون تفكير أو تمحيص. وأعرب عن اعتقاده بان من حق المواطن الفلسطيني في شتى أماكن وجوده أن يشاهد على شاشته الرسمية ما تعرضه كل شاشات العالم، داعيا إلى ضرورة الانفتاح وعدم الانزواء بعيدا عن العالم بحجج واهية، مؤكدا في الوقت نفسه بأن طاقم العمل لا يمكن أن يتطاول على دين أو أخلاق بأي حال من الأحوال. وقال: "يهمنا أن نرفع سقف الديمقراطية في الدراما التلفزيونية، وأن تكون هناك أعمال مماثلة في جرأتها وأكثر"، بحسب قوله.

» صور زوجة اوباما بـ " الشورت " القصير تثير جدلا واسعا في امريكا
» المسلسل الفلسطيني 'وطن على وتر' مرآة الجمهور لمعاناتهم الشخصية
» أسرار انسحاب "أبوشهاب" من "باب الحارة"
» المطبخ الفلسطيني
» الغربة والحنين في الشعر الفلسطيني