( وكالات) أعوام ثلاثة والغزي يشعل الشموع في رمضان والأطفال يتلمسون طريقهم نحو أطباق الطعام ساعتي الإفطار والتسحر وهم لا يعلمون ما يأكلون.
رمضان حل قبل يوم واحد فقط ومعه تعمقت أزمة قطع التيار الكهربائي عن المنازل الغزية، والمشكلة في زيادة الأحمال التي لا تطيقها بالطبع شبكات القطاع المهترئة، أما الحل فيكمن في الذكاء الشخصي لكل مواطن بالتعامل مع قطع التيار الكهربائي، إما أن يستعين بالشموع أو يشعل ما يريد كي يتناول طعامه.
مرت أزمة الكهرباء بالقطاع بعدة مراحل أبرزها قصف الاحتلال لمحطة التوليد الوحيدة جنوب مدينة غزة والتي تطلب اعادة تشغيلها عامين لتعود بنصف طاقتها واليوم تعمل بثلثي الطاقة ولكنها رغم ذلك تحتاج للمزيد من الوقود المسموح بإدخاله عبر معبر ناحل العوز الاسرائيلي والمقدم مجاناً من الاتحاد الأوروبي لسلطة الطاقة الفلسطينية.
مصر تدخلت قبل قرابة عام ونصف لتقلل العجز الذي يعاني منه القطاع فقامت بإمداد الجنوب منه ' محافظتي رفح وخانيونس' بخط تغذية لا ينتج سوى 17 ميجا واط، فيما تقوم محطة توليد الطاقة بوسط القطاع بتغذية عدة مناطق بما قيمته 55 ميجا واط وهذا في أحسن الأحوال بعد ان تم إعادة إصلاح وتشغيل وحدتين فيها وبقيت الوحدة الثالثة معطلة كما يؤكد نائب رئيس سلطة الطاقة بغزة م.كنعان عبيد.
اما الجانب الإسرائيلي فهو لم يقطع امدادته عن بعض المناطق الشمالية والشرقية للقطاع حيث يزود خط التغذية الإسرائيلي هذه المناطق بما قيمته 120 ميجا واط، ويبقى القطع يعاني من عجز مستمر يصل إلى 30% في احسن الأحوال إن لم تتأثر خطوط التغذية بزيادة الحمال كما في شهر رمضان وهو ما يؤدي إلى قطع التيار الكهربائي أوتوماتيكيا عن الخط الذي يزداد عليه الحمل.
وبشكل شبه يومي يتم قطع التيار الكهربائي عن منازل القطاع ما لا يقل عن ثمان ساعات وفقا لبرنامج أعدته سلطة الطاقة بالتعاون مع شركة الكهرباء.
عبيد قال ان الخط في غزة يتحمل أحمال لا تزيد عن 12 ميجا واط أما في رمضان كما أمس السبت فقد زاد الحمل على بعضها عن 18 ميجا واط وهو ما ادى لانقطاع التيار الكهربائي عن خطوط ليست ضمن البرنامج المعلن عن شركة الكهرباء والمنشور على موقعها الإلكتروني.
ويؤكد عبيد ان الاستهلاك العادي باليوم العادي يصل إلى 190 ميجا واط أما في رمضان فهو يتعدى ذلك بكثير ليصل إلى 300 ميجا واط نتيجة الضغط المتزايد من قبل المواطنين في ساعة الافطار من خلال تشغيل جماعي للأجهزة الكهربائية.
أما وقت السحور فيؤكد عبيد ان هناك أزمة ولكنها اقل نظرا لامتداد وقت السحور لعدة ساعات وبالتالي تخف الأحمال على خطوط وشبكات الكهرباء.
وحسب عبيد فإن الحل يكمن في اتجاهين أولا زيادة الوقود المقدم من الاتحاد الأوروبي لمحطة الطاقة بغزة ليكون 3 ملايين و200 ألف لتر بدلا من مليونيين و200 ألف لتر وذلك بعد اصلاح الوحدة الثانية وكذلك زيادة الكمية المقدمة من الجانب المصري لخط تغذية الجنوب.